العيوب الخلقية في القلب أكثر العيوب الخلقية شيوعًا والتي يتم اكتشافها بعد الولادة مباشرًة، وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه الحالات تكون بسيطة وتختفي مع مرور الوقت، لكن البعض الأخر يكون صعبًا للغاية ويحتاج إلى عدة عمليات جراحية لعلاجه
يذكر أن هناك ما يزيد على مئتي نوع من أنواع عيوب القلب الخلقية، كما أن بعضها يتم اكتشافه في الرحم أي قبل الولادة،وبعضها يتم اكتشافه في سن البلوغ، مثل تضيق الصمام الرئوي، تضيق الصمام الأبهري، عيب الحاجز الأذيني، عيب الحاجز البطيني
كما ننوه إلى أنه غالبًا ما يكون سبب عيوب القلب الخلقية مجهولًا، لكنه من الممكن أن يحدث بسبب إصابة بأحد الأمراض المعدية خلال أشهر الحمل الأولى مثل الحصبة الألمانية و الهربس
أمراض العيوب الخلقية للقلب
تعد العيوب الخلقية للقلب أمراضًا تظهر عند الأشخاص منذ الولادة وتنتج عن تشوهات في تطور القلب أثناء الحمل. تتنوع هذه العيوب بشكل كبير وتشمل مجموعة واسعة من المشكلات التي قد تؤثر على هيكل القلب ووظائفه. فيما يلي بعض الأمثلة الشائعة للعيوب الخلقية للقلب:
1- ثقب في الجدار البيني
يحدث عندما يكون هناك ثقب في الجدار الذي يفصل بين البطينين الأيمن والأيسر في القلب.
2- تضيق الصمام التاجي
تضيق الصمام التاجي هو تضيق يحدث في الصمام الواقع بين الحجرتين الموجودتين في الجانب الأيسر من القلب، الأمر الذي يقلل أو يعوق تدفق الدم إلى حجرة الضخ الرئيسية في القلب، حيث أنها الحجرة السفلية اليسرى بالقلب
وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أن يؤدي تضيق الصمام التاجي إلى عدة أعراض منها
1- ضيق التنفس
2- الشعور بالتعب والارهاق
3- عدم انتظام ضربات القلب
4- ألم الصدر
5- الدوخة
6- السعال مصحوب الدم
كما أنه من الممكن أن يحدث تضيق الصمام التاجي كإحدى مضاعفات الإصابة بالتهاب الحلق العقدي، والتي تسمى بالحمى الروماتيزمية
3- تضيق الصمام الرئوي
تضيق الصمام الرئوي هو تضيق الصمام الذي يقع بين حجرة القلب اليمنى السفلية والشرايين الرئوية، كما أن حالة تضيق صمام القلب تسبب زيادة سمك سدائل الصمام أو تيبسها، ويقلل ذلك من تدفق الدم المار عبر الصمام
قد تشمل أعراض تضيق الصمام الرئوي ما يلي
- صوت أزيز يمكن سماعه بالسماعة الطبية
- وجود ألم في الصدر
- التعب والإرهاق
- ضيق التنفس
- الإغماء
- علاوة على كل ما سبق فإنه قد يُصبح جلد الطفل الرضيع أزرق أو رمادي اللون بسبب انخفاض مستوى الأكسجين
4- انسداد الشريان التاجي
انسداد الشريان التاجي (Coronary artery occlusion) هو حالة تحدث عندما يتم انسداد أحد الشرايين التاجية المغذية للقلب. تحدث هذه الحالة عادةً بسبب تراكم التصاقات دهنية وتكون تجاويف ضيقة في الشرايين التاجية، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى عضلة القلب.
يعتبر انسداد الشريان التاجي أحد أسباب الأمراض القلبية التاجية، ويمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية (الذبحة الصدرية) أو حتى إصابة العضلة القلبية بالضرر (الإصابة القلبية الحادة). إذا لم يتم التدخل العاجل وإعادة توفير تدفق الدم للعضلة القلبية، فقد يحدث تلف دائم للأنسجة القلبية ويؤدي إلى تدهور وظيفة القلب.
علاج انسداد الشريان التاجي يشمل عادة الإجراءات التالية:
- القسطرة القلبية: يتم إدخال قسطرة رفيعة من خلال الشريان في الفخذ أو الذراع، ومن خلالها يتم تصوير الشرايين التاجية باستخدام مادة مضادة للأشعة السينية (الصبغة)، ويمكن أن يتم خلال القسطرة فتح الشريان التاجي المسدود باستخدام بالون توسيع أو وضع جسم تغويز (ستنت) للحفاظ على تدفق الدم.
- عملية تاجية (CABG): في حالة عدم الاستجابة للقسطرة القلبية أو في حالة وجود عدة شرايين تاجية مسدودة، قد يتم إجراء عملية تاجية. يتم خلال هذه العملية استخدام شرايين أخرى من جسم المريض أو شرايين اصطناعية لإنشاء مسارات جديدة لتوفير تدفق الدم بجانب مناطق الانسداد في الشرايين التاجية.
- الأدوية: يتم وصف الأدوية للتحكم في الأعراض وتحسين وظائف القلب. تشمل هذه الأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) وبيتا بلوكرز (Beta blockers) والأدوية المضادة للصفائح الدموية (Antiplatelet) والأدوية المضادة للتخثر (Anticoagulants)، والتي يمكن أن تساهم في تحسين تدفق الدم وتقليل الأعراض.
إن علاج انسداد الشريان التاجي يعتمد على خصائص الحالة والتقييم الطبما أنني نموذج لغة ، ليس لدي القدرة على تقديم العلاج الطبي الفعلي لأمراض القلب. ومع ذلك ، يُنصح بالتواصل مع طبيب قلب لتقييم حالتك بشكل فردي وتوجيهك إلى العلاج الملائم والأفضل لحالتك. يجب أن يكون الطبيب هو المرجع الأساسي لتقديم المشورة الطبية ووصف العلاجات المناسبة لك.
5- تشوهات في الأوعية الدموية
تشوهات الأوعية الدموية تشير إلى أي تغير غير طبيعي في شكل أو وظيفة الأوعية الدموية. يمكن أن تحدث تشوهات في الأوعية الدموية في أي مكان في الجسم، بما في ذلك الشرايين والأوردة والشبكية الدموية.
بعض أنواع التشوهات الشائعة في الأوعية الدموية تشمل:
- اتساع الأوعية الدموية (الأنيوريزم): يحدث اتساع في الجدران الأوعية، وهو يمكن أن يحدث في الشرايين أو الأوردة. الأنيوريزمات الشائعة تشمل انتفاخات في الشرايين التاجية (أنيوريزمات الشرايين التاجية) والشرايين الأبهرية (أنيوريزمات الأبهر) والشرايين الساقية والأبهرية.
- انسداد الأوعية الدموية: يحدث عندما يتم انسداد الشريان أو الوريد بواسطة جلطة دموية أو ترسبات دهنية أو تجلطات أخرى، مما يعيق تدفق الدم.
- تضيق الأوعية الدموية: يحدث تضيق في الشرايين بسبب تراكم الدهون والرواسب في جدران الأوعية. يعرف هذا التضيق أيضًا بالتصلب العصيدي (Atherosclerosis) ويمكن أن يؤدي إلى انسداد الشرايين وتقليل تدفق الدم.
- تشوهات الشبكية الدموية: تشمل مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على الشبكية في العين. تشوهات الشبكية الدموية يمكن أن تتضمن تكون الأوعية الدموية الغير طبيعية وانسدادها وتمزقها.
علاج تشوهات الأوعية الدموية يعتمد على نوع التشوه وموقعه وحالة المريض. يمكن أن تشمل العلاجات المحتملة الأدوية لإدارة الأعراض والمضاعفات، والقسطرة القلبية والأوعية الدموية لتوسيع الشرايين المتضيقة، وجراحة الأوعية الدموية لإزالة التشوهات أو إصلاحها، وغيرها من الإجراءات التداخلية المتاحة.
هذه مجرد أمثلة قليلة من العيوب الخلقية للقلب، وهناك العديد من العيوب الأخرى التي يمكن أن تحدث. قد تكون بعض هذه العيوب بسيطة وتتطلب مراقبة فقط، في حين يمكن أن تكون البعض الآخر خطيرة وتحتاج إلى إجراء جراحي للعلاج. يجب أن يتم تشخيص وعلاج هذه العيوب تحت إشراف فريق طبي متخصص في طب الأطفال وأمراض القلب الخلقية.
علاج أمراض القلب الخلقية
يعتمد علاج أمراض القلب الخلقية على نوع وشدة العيب الخلقي وحالة المريض،وبشكل عام تشمل أهم طرق العلاج ما يلي
أولًا: المراقبة والرصد
حيث أنه في حالات العيوب البسيطة التي في كثير من الأحيان لا تسبب مشاكل صحية ومضاعفات خطيرة، قد يكون العلاج فقط هو مراقبة الحالة العامة للمريض وربط تطور العيب عبر الزمن واختبارات إضافية مثل الفحوصات القلبية والأشعة السينية
ثانيًا: العلاج الدوائي
من الممكن أن يقوم الطبيب المعالج في بعض الحالات بوصف بعض الأدوية للمساعدة في إدارة أعراض ومضاعفات أمراض القلب الخلقية
تساعد هذه الأدوية في تحسين وظائف القلب، وتقليل الأعراض المرتبطة بالعيب الخلقي، على سبيل المثال ضغط الدم المرتفع، أو تخثر الدم
ثالثًا: التدخلات الجراحية
كما قلنا أن هناك حالات يكون فيها العيب الخلقي بسيط، لكن هناك حالات اخرى يكون فيها العيب الخلقي خطيرًا ويستدعي التدخل الجراحي، نظرًا لأنه يؤثر على وظيفة القلب بشكل كبير
بشكل عام تشمل الإجراءات الجراحية لعلاج عيوب القلب الخلقية ما يلي
1- إصلاح الثقوب
2- توسيع الصمامات المضيقة
3- استبدال الصمامات التالفة
4- إزالة الانسدادات الوعائية
5- كما في الحالات الشديدة يتم اللجوء إلى زراعة القلب
رابعًا: القسطرة القلبية
يستخدم هذا الإجراء الذي لا يتطلب جراحة فتحة صغيرة في الشرايين لإدخال أدوات رفيعة ومرنة إلى القلب، بهدف إجراء إصلاحات أو توسيعات دقيقة في الشرايين أو الصمامات.
يجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة، وقرار العلاج يعتمد على العوامل الفردية للمريض وتوصية الفريق الطبي المعالج المتخصص في أمراض القلب الخلقية. يجب أيضًا مراعاة الرغبات والاحتياجات الشخصية للمريض وأسرته أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاج.