مرض السكري النوع الثاني يعد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العصر الحديث، إذ يؤثر على الملايين حول العالم.
يتزايد عدد المصابين به يومًا بعد يوم نتيجة أنماط الحياة غير الصحية، وقلة النشاط البدني، والتغذية غير المتوازنة.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة تفصيلية حول كل ما يخص مرض السكري النوع الثاني، من الأعراض وحتى طرق الوقاية.
السكري النوع الثاني
السكري النوع الثاني هو اضطراب مزمن يؤثر على كيفية استخدام الجسم للجلوكوز (السكر) كمصدر للطاقة. في هذا النوع من السكري، تصبح خلايا الجسم مقاومة لتأثير الأنسولين، أو لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية.
على عكس النوع الأول الذي غالبًا ما يُشخّص في سن الطفولة أو الشباب، فإن النوع الثاني يُشخّص عادة في مرحلة البلوغ، لكنه أصبح أكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين نتيجة أنماط الحياة الحديثة.
أعراض مرض السكري النوع الثاني
غالبًا ما يتطور مرض السكري النوع الثاني ببطء، وقد لا تظهر الأعراض لفترة طويلة. من أهم الأعراض التي قد تشير للإصابة:
1- العطش الشديد وجفاف الفم
2- التبول المتكرر، خاصة أثناء الليل
3- الجوع المستمر
4- فقدان الوزن غير المبرر
5- التعب العام والإرهاق
6- تشوش الرؤية
7- بطء التئام الجروح
8- التهابات متكررة، خاصة في الجلد أو اللثة أو المثانة
أسباب مرض السكري النوع الثاني
هناك عدة عوامل تساهم في الإصابة بالسكري النوع الثاني، من أبرزها:
1- الوراثة: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري يزيد من احتمالية الإصابة.
2- زيادة الوزن والسمنة: الدهون الزائدة، خاصة في منطقة البطن، تقلل من فعالية الأنسولين.
3- قلة النشاط البدني: النشاط البدني يساعد على التحكم بمستوى السكر.
4- العمر: تزداد خطورة الإصابة مع التقدم في السن.
5- سوء التغذية: تناول كميات كبيرة من السكريات والكربوهيدرات المكررة.
6- ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول: عوامل تزيد من مقاومة الجسم للأنسولين.
تأثير السكري النوع الثاني على القلب
يُعتبر مرض السكري النوع الثاني أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. فارتفاع مستوى السكر في الدم لفترات طويلة يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، وزيادة احتمالية ترسب الدهون داخل الشرايين.
من أبرز التأثيرات القلبية ما يلي:
1- زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية
2- ارتفاع ضغط الدم
3- تصلب الشرايين
4- ضعف عضلة القلب
5- التحكم الجيد في مستوى السكر وضغط الدم والكوليسترول يمكن أن يقلل من هذه المخاطر بشكل كبير.
تشخيص مرض السكري النوع الثاني
يتم تشخيص مرض السكري النوع الثاني من خلال عدة تحاليل، أبرزها:
1- تحليل السكر الصائم (FBS): إذا تجاوز 126 ملغم/ديسيلتر.
2- تحليل السكر العشوائي: إذا تجاوز 200 ملغم/ديسيلتر مع وجود أعراض.
3- تحليل السكر التراكمي (HbA1c): إذا تجاوز 6.5%.
4- اختبار تحمل الجلوكوز (OGTT): يقيس استجابة الجسم للسكر بعد تناول محلول سكري
كيفية التحكم في السكر للسكري النوع الثاني
التحكم في مرض السكري النوع الثاني يتطلب مزيجًا من:
الغذاء الصحي: تقليل السكريات والدهون، وزيادة الألياف والخضروات.
التمارين الرياضية: ممارسة الرياضة بانتظام يحسّن استجابة الجسم للأنسولين.
متابعة مستويات السكر: باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي.
الالتزام بالأدوية: سواء كانت حبوبًا أو أنسولين.
إدارة التوتر: التوتر يرفع مستويات السكر.
علاج مرض السكري النوع الثاني
يعتمد علاج مرض السكري من النوع الثاني على ثلاث ركائز أساسية: النظام الغذائي الصحي، النشاط البدني المنتظم، والأدوية.
في المراحل المبكرة، يمكن للعديد من المرضى السيطرة على مستوى السكر في الدم من خلال تعديل نمط الحياة فقط، مثل اتباع نظام غذائي منخفض السعرات والسكريات، والإكثار من الخضروات والبروتينات الصحية، وتقليل الدهون المشبعة.
كما يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا، حيث تساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين.
عند الحاجة، يتم اللجوء إلى الأدوية مثل الميتفورمين، وهو الدواء الأول الذي يُوصى به عادةً، وقد تُضاف أدوية أخرى حسب حالة المريض. وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج المريض إلى الأنسولين إذا لم تكن الأدوية كافية للسيطرة على مستوى السكر.
من المهم أيضًا متابعة الحالة مع الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات اللازمة، وتقييم فاعلية العلاج، والوقاية من المضاعفات المحتملة، مثل مشاكل القلب، والكلى، والعينين. الدعم النفسي والتوعية المستمرة جزء لا يتجزأ من رحلة العلاج لتحقيق أفضل النتائج.
الأدوية المستخدمة في علاج السكري النوع الثاني
هناك مجموعة من الأدوية يتم استخدامها في علاج مرض السكري النوع الثاني، لكن ننوه إلى أنه لابد من استشارة الطبيب المعالج اولًا، وبشكل عام تشمل أهم هذه الأدوية ما يلي
1- الميتفورمين: أول خط علاجي، يقلل من إنتاج الجلوكوز في الكبد.
2- سلفونيل يوريا: تحفّز البنكرياس لإفراز الأنسولين.
3- مثبطات DPP-4: تحافظ على مستويات الإنسولين لفترة أطول.
4- مثبطات SGLT2: تزيد من إخراج الجلوكوز عن طريق البول.
5- GLP-1 agonists: تساعد في تقليل الشهية وخفض الوزن.
6- الأنسولين: يستخدم عند فشل العلاجات الأخرى
نظام غذائي لمرضى السكري النوع الثاني
نظام التغذية هو حجر الأساس في العلاج. وبشكل عام إليك أهم النقاط التي تساعد مريض السكري النوع الثاني:
1- تناول وجبات منتظمة ومتوازنة
2- تقليل الكربوهيدرات البسيطة (كالخبز الأبيض والسكر)
3- التركيز على الكربوهيدرات المعقدة (كالشوفان والبقوليات)
4- تناول البروتينات قليلة الدهون
5- الإكثار من الخضروات الورقية
6- شرب الماء بانتظام
7- تجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة
مضاعفات مرض السكري النوع الثاني
إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، تشمل أهمها ما يلي:
1- أمراض القلب والجلطات
2- مشاكل الكلى (الفشل الكلوي)
3- اعتلال الأعصاب الطرفية
4- مشاكل في العين (الاعتلال الشبكي، العمى)
5- القدم السكري والتقرحات
6- ضعف التئام الجروح
نصائح لمرضى السكري النوع الثاني
هناك مجموعة من النصائح من الممكن أن تساعد مرضى السكري النوع الثاني، تشمل أهمها ما يلي
1- قياس السكر بانتظام
2- الالتزام بالدواء والغذاء
3- مراجعة الطبيب دوريًا
4- الحفاظ على الوزن المثالي
5- الابتعاد عن التدخين والكحول
6- ممارسة التمارين بانتظام
7- إدارة التوتر والضغوط النفسية
8- فحص العين والقدمين بشكل دوري
الوقاية من مرض السكري النوع الثاني
يمكن الوقاية من هذا المرض من خلال:
1- الحفاظ على وزن صحي
2- ممارسة النشاط البدني 150 دقيقة أسبوعيًا
3- تناول طعام متوازن قليل السكريات
4- الامتناع عن التدخين
5- المتابعة الطبية إذا كان هناك تاريخ عائلي