تُعد مقاومة الانسولين من الحالات الشائعة جدًا، حيث تتراوح نسب الإصابة بها من 15.5 إلى 46.5 % من البالغين في جميع أنحاء العالم
ما هو الانسولين
يُعد الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس، من الهرمونات المهمة جدًا في جسم الإنسان، حيث أن وظيفته هي تنظيم مستويات السكر في الدم، وذلك من خلال السماح للجسم بتحويله إلى طاقة
في حال لم ينتج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، فإن ذلك يتسبب في الكثير من المشكلات الصحية، كما تجدر الإشارة إلى أن الإنسولين يعمل في الجسم بالطريقة التالية
1- يقوم الجسم بتحويل الطعام إلى غلوكوز، الذي يعتبر وكما قلنا مصدر الطاقة الأساسي في جسم الغنسان
2- ينتقل الغلوكوز إلى مجرى الدم، مرسلًا إشارة البنكرياس لإفراز الانسولين
3- يُساعد الانسولين الغلوكوز على الدخول إلى خلايا العضلات والدهون والكبد من أجل أن تتمكن من استخدامه بغرض الحصول على طاقة، أو تخزينه للاستخدام في وقت لاحق
4- عندما يدخل الغلوكوز إلى جسم الإنسان وتنخفض مستوياته في الدم، فإن ذلك يرسل إشارة إلى البنكرياس للتوقف عن إنتاج الإنسولين
مقاومة الانسولين
مقاومة الإنسولين أو اضطراب تحمل الجلوكوز عبارة عن حالة صحية تتسبب بالتأثير على قدرة جسم الإنسان على استخدام هرمون الإنسولين بشكل فعال، حيث أنه في هذه الحالة تُصبح خلايا الجسم لا تستجيب بشكل صحيح لأي إشارات صادرة عن الأنسولين بعد ارتباطه بمستقبلاته
يذكر أن مرضى السكري يعانون من النمط الثاني من مقاومة الأنسولين لعدة سنوات قبل إصابتهم فعليًا بالسكر، علاوة على ذلك، يعاني أيضًا الأشخاص المصابين بالسمنة غير المصابين بالسكري من مقاومة الأنسولين
اسباب مقاومة الانسولين
كما قلنا أن مقاومة الأنسولين تُعد حالة تحدث عندما يُصبح الجسم غير قادرًا على استخدام الانسولين بشكل فعال، الامر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، كما تعد مقاومة الأنسولين في الغالب مرحلة مبكرة من تطور السكري من النوع الثاني، وقد تكون لها عدة أسباب، تشمل أهمها ما يلي
1- العوامل الوراثية
حيث أنه من الممكن أن تكون هناك تأثيرات وراثية تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الانسولين من غيره
2- السمنة وزيادة الوزن
يزداد خطر مقاومة الأنسولين بشكل كبير عند الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن، وخاصة الدهون في منطقة البطن
3- اتباع نظام حياة غير صحي
حيث أن النشاط البدني المحدود والتغذية الغير صحية قد تزيد من خطر حدوث مقاومة الأنسولين
4- العمر
يزداد خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين مع التقدم في العمر، كما أنه من الممكن أن يكون لهذا الأمر علاقة تغيرات في الهرمونات والأيض
5- التوتر ونقص النوم
قد يؤثر التوتر النفسي المزمن ونقص النوم على استجابة الجسم للأنسولين وتسبب مقاومة أعلى
6- بعض الحالات الصحية الاخرى
هناك بعض الحالات أيضًا قد تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بمقاومة الأنسولين، مثل متلازمة تكيس المبايض، ارتفاع ضغط الدم، التهاب الكبد، وغيرها
7- استخدام بعض الأدوية
بعض الأدوية مثل الستيرويدات والمضادات الحيوية وبعض أدوية العلاج العصبي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين.
اعراض مقاومة الانسولين
تشمل أهم اعراض مقاومة الانسولين التي يشعر بها بعض الأشخاص ما يلي
1- زيادة الشعور بالجوع والعطش
2- زيادة عدد مرات التبول
3- زيادة الرغبة في تناول الأطعمة والحلويات السكرية
4- زيادة الوزن غير المبررة
5- اضطراب نظم القلب الطبيعي
6- المعاناة من أثنين أو أكثر من أعراض متلازمة التمثيل الغذائي والتي تشمل
- ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية عن 150 ملليغرام / ديسيلتر
- ارتفاع ضغط الدم عن 130 / 80 مم زئبق
- ارتفاع السكر الصائم عن 100 ملليغرام / ديسيلتر
مقاومة الانسولين ومرض السكري
مما لا شك فيه أن هناك علامة قوية من مقاومة الانسولين ومرض السكر، حيث أن عدم مقدرة الخلايا على أخذ سكر الجلوكوز وتراكمه في الدم نتيجة الإصابة بمقاومة الأنسولين، يؤدي في نهاية المطاف إلى إصابة الشخص بمرحلة ما قبل السكر أومقدمات السكر، وهي حالة يحدث فيها ارتفاع معدلات السكر في الدم عن معدلاتها الطبيعية، لكنها لا ترتفع لمستوى يكفي لتشخيص الشخص بمرض السكري
تحليل مقاومة الانسولين
هناك عدة اختبارات يمكن استخدامها لتقييم مقاومة الأنسولين، تشمل أهمها ما يلي
1- اختبار السكر التحملي الفموي للجلوكوز (OGTT)
2- اختبار الأنسولين الصائم
3- نسبة السكر/الأنسولين (HOMA-IR)
4- اختبار الجلوكوز الصائم ومستوى الأنسولين
علامات مقاومة الانسولين
لا يمكن أن تعرف أنك مصابًا بمقاومة الأنسولين من خلال ما تشعر به، لكن سوف تحتاج إلى إجراء فحص دم يفحص مستويات السكر في الدم، وبشكل عام تشمل أهم علامات مقاومة الأنسولين ما يلي
1- قراءات ضغط الدم تكون 130 / 80 أو اعلى من ذلك
2- وجود بقع من الجلد الداكن المخملي تسمى الشواك الأسود
3- محيط الخصر كبير عند الرجال وعند النساء أيضًا
4- يكون مستوى الكوليسترول أقل من 40 ملليغرام / ديسيلتر عند الرجل، بينما يكون أقل من 50 ملليغرام / ديسيلتر عند النساء
5- مستوى غلوكوز الصيام يزيد عن 100 ملليغرام / ديسيلتر
6- مستوى الدهون الثلاثية تكون أثناء الصيام أعلى من 150 ملليغرام / ديسيلتر عند
تشخيص مقاومة الانسولين
تشمل أبرز طرق تشخيص مقاومة الأنسولين ما يلي
1- الفحص الجسدي
حيث يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي للمريض
2- القيام ببعض الفحوصات الجسدية
سوف يطلب الطبيب من المريض قياس الوزن، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم
3- القيام بتحاليل الدم
حيث أنه من الممكن أن يتم إجراء بعض التحاليل مثل
- اختبار الغلوكوز في بلازما الصيام
حيث أن هذا الاختبار يقيس نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام لمدة لا تقل عن 8 ساعات
- اختبار تحمل الغلوكوز الفموي
سوف يخضع المريض في بداية الأمر لاختبار الغلوكوز أثناء الصيام، بعد ذلك سوف تشرب محلولًا سكريًا، ثم بعد حوالي ساعتين سوف تخضع لفحص دم آخر
- اختبار السكر التراكمي
اختبار السكر التراكمي يُظهر متوسط السكر في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر الماضية، حيث يستخدمه الأطباء لتشخيص مقدمات السكر أو مرض السكر
في حال ما كنت مصابًا بمرض السكر فهذا الاختبار يساعد في إظهار ما إذا كان تحت السيطرة، ومن الممكن أن يحتاج المريض إلى القيام بهذا الاختبار مرة أخرى من أجل التأكد من من النتائج
علاج مقاومة الانسولين
علاج مقاومة الأنسولين يهدف إلى تحسين استجابة الجسم للأنسولين وإدارة مستويات السكر في الدم. قد تتضمن خطة العلاج عدة عناصر، بما في ذلك:
أولًا: التغييرات في نمط الحياة:
- النظام الغذائي الصحي: تناول وجبات غذائية متوازنة ومتنوعة تشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية. يفضل تجنب السكريات المكررة والمشروبات المحلاة والأطعمة المعالجة.
- ممارسة النشاط البدني: قد يساعد ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل مقاومته. ينصح بممارسة التمارين الهوائية والتمارين المقاومة بانتظام.
ثانيًا: فقدان الوزن
إذا كان لديك زيادة في الوزن، ففقدان الوزن يمكن أن يقلل من مقاومة الأنسولين ويحسن استجابة الجسم له. يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لوضع خطة فقدان الوزن المناسبة.
ثالثًا: العلاج الدوائي
- الأدوية المعززة للحساسية للأنسولين: بعض الأدوية تستهدف زيادة حساسية الجسم للأنسولين، مما يساعد على تحسين استجابته. يمكن أن يوصف لك أحد هذه الأدوية من قبل الطبيب.
- العقاقير التي تقلل من إنتاج الجلوكوز: بعض الأدوية تستهدف إنتاج الجلوكوز في الكبد، مما يساعد على تقليل ارتفاع مستويات السكر في الدم.
رابعًا: متابعة العناية الطبية
من المهم أن تتابع مع الطبيب بانتظام لمراقبة مستويات السكر في الدم وتقييم استجابتك للعلاج. يمكن أن يقترح الطبيب تعديلات في العلاج وفقًا لاحتياجاتك الفردية.
مهمة جدًا أن تعمل مع الفريق الطبي المعالج لتحديد الخطة العلاجية الأنسب لحالتك، حيث يمكن أن تختلف الاحتياجات والاستجابات من شخص إلى آخر.
مضاعفات مقاومة الانسولين
مقاومة الأنسولين لا ترتبط بمرض السكري وفقط، بل قد تزداد احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض والمضاعفات الأخرى في حال لم يتم العلاج، وبشكل عام تشمل أهم مضاعفات مقاومة الأنسولين ما يلي
1- أمراض القلب
2- السكتة الدماغية
3- السرطان
4- الاضطراب الاكتئابي الكبير
5- الفشل الكلوي
6- الاعتلال العصبي المحيطي
7- مرض الزهايمر
8- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
9- مشاكل العين
10- ارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم
11- انخفاض شديد في نسبة السكر في الدم
كم يستغرق علاج مقاومة الانسولين؟
تختلف مدة علاج مقاومة الانسولين من شخص إلى آخر تبعًا لعدة عوامل، بما في ذلك شدة المقاومة للأنسولين والاستجابة للعلاج، والأدوية المستخدم، وتطبيق التغييرات في نمط الحياة، كما ننوه في هذا السياق إلى أن علاج مقاومة الانسولين عادًة ما يكون على المدى الطويل ويستلزم التزام مستمر
بعض التغييرات في نمط الحياة مثل التغذية الصحية وممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تبدأ في التأثير على مقاومة الأنسولين بشكل سريع، ولكن قد يستغرق بعض الوقت لرؤية تحسن ملحوظ في الحالة. قد تستغرق بضعة أسابيع أو أشهر لملاحظة تحسن في مستويات السكر في الدم واستجابة الجسم للأنسولين.
بالنسبة للعلاج الدوائي، فإن الجدول الزمني يختلف حسب نوع الدواء المستخدم واستجابة الجسم له. قد يستغرق بعض الأشهر لتحقيق ضبط جيد لمستويات السكر في الدم باستخدام الأدوية المعززة للحساسية للأنسولين أو العقاقير الأخرى المستخدمة للتحكم في مقاومة الأنسولين.
الوقاية
يمكن الوقاية من مقاومة الأنسولين عن طريق تفادي العديد من العوامل التي تؤدي إلى احتمالية الإصابة، وبشكل عام تشمل أهم النصائح للتقليل من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين ما يلي
1- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
2- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
3- الحصول على وزن صحي وعدم زيادة الوزن
4- الإقلاع عن التدخين
