أسباب عدم انتظام ضربات القلب من المعدة

هل شعرت يومًا بخفقان مفاجئ في قلبك بعد وجبة دسمة؟ أو لاحظت تسارع نبضاتك بعد نوبة من الغازات أو الانتفاخ؟ ربما تظن أن المشكلة قلبية، لكن الحقيقة أن الجهاز الهضمي قد يكون هو الجاني الخفي! 

في هذا المقال، سنغوص في العلاقة المعقدة بين المعدة والقلب، ونكشف كيف يمكن لأعراض هضمية بسيطة أن تسبب اضطرابًا في ضربات القلب.

هل يمكن أن تؤثر المعدة على القلب؟

نعم، يمكن أن تؤثر المعدة على القلب بشكل غير مباشر، وخاصة من خلال العصب الحائر (Vagus nerve)، وهو العصب الرئيسي الذي يربط بين الجهاز الهضمي والقلب والدماغ. 

عندما تتعرض المعدة لانتفاخ أو تهيج أو اضطرابات هضمية، يمكن أن تنتقل إشارات عبر العصب الحائر تؤثر على معدل ضربات القلب، مما قد يسبب تسارعًا أو تباطؤًا في النبض، أو شعورًا غير مريح في منطقة الصدر.

العلاقة بين الجهاز الهضمي والدورة الدموية

الجهاز الهضمي لا يعمل بمعزل عن باقي أجهزة الجسم، بل يتفاعل بشكل مباشر مع الدورة الدموية. فعند تناول الطعام، يزداد تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي لهضم وامتصاص الطعام، مما قد يؤدي إلى تغيرات مؤقتة في ضغط الدم ونبض القلب. 

كما أن بعض المشكلات الهضمية المزمنة مثل الإمساك أو القولون العصبي يمكن أن تؤثر على تدفق الدم ونشاط العصب الحائر، محدثةً اضطرابات في ضربات القلب.

علاقة المعدة بالقلب

تقع المعدة في الجزء العلوي من البطن، أسفل الحجاب الحاجز مباشرة، وخلفها مباشرة القلب. هذا القرب التشريحي يجعل أي انتفاخ أو ضغط داخل المعدة قادرًا على التأثير على القلب من خلال الضغط الفيزيائي أو التحفيز العصبي. 

كما أن المعدة مليئة بالمستقبلات العصبية المتصلة بالعصب الحائر، الذي يمر بالقرب من القلب، مما يزيد من حساسية القلب لأي اضطراب في المعدة.

تأثير الغازات على ضربات القلب

الغازات الزائدة في الجهاز الهضمي، خاصة في المعدة أو القولون العلوي، يمكن أن تسبب تمددًا أو انتفاخًا يضغط على الحجاب الحاجز. 

هذا الضغط قد يؤثر على القلب فيجعل النبض غير منتظم أو يزيد الإحساس بخفقان القلب. 

كما أن تحفيز العصب الحائر نتيجة تراكم الغازات يمكن أن يؤدي إلى بطء في ضربات القلب أحيانًا، أو يسبب شعورًا مزعجًا بالخفقان.

انتفاخ البطن وتسارع النبض

عندما يمتلئ البطن بالهواء أو الغازات، يشعر الشخص بانتفاخ وضيق في التنفس، وأحيانًا بخفقان في القلب. 

هذه الحالة ناتجة عن الضغط الميكانيكي الذي يسببه الانتفاخ على الحجاب الحاجز والرئتين، ما يؤدي إلى ضيق في التنفس وزيادة في معدل ضربات القلب كرد فعل تعويضي. 

هذا التأثير يكون مؤقتًا عادةً، لكنه قد يكون مزعجًا ومقلقًا، خاصة عند من يعانون من اضطرابات قلبية أو قلق نفسي.

تقلصات المعدة وخفقان القلب

تقلصات المعدة الحادة أو تشنجات البطن، كما يحدث في حالات التسمم الغذائي أو القولون العصبي، قد تؤدي إلى تحفيز العصب الحائر. 

هذا التحفيز يمكن أن يبطئ أو يسرّع من ضربات القلب، مما يسبب شعورًا بعدم انتظام النبض. في بعض الحالات، تكون هذه التقلصات مصحوبة بألم في الصدر أو تعرّق، ما يزيد من التشابه بين الأعراض الهضمية والأعراض القلبية.

مشاكل الهضم واضطراب القلب

عسر الهضم، الإمساك، أو سوء امتصاص الطعام يمكن أن تسبب شعورًا بثقل في البطن وضغط على الصدر، وقد تؤدي إلى شعور بالخفقان أو عدم انتظام ضربات القلب. 

كما أن سوء الهضم المزمن يسبب تراكم الغازات وتهيّج الجهاز العصبي المرتبط بالقلب، مما يزيد من ظهور الأعراض القلبية خاصة بعد تناول الطعام.

خفقان القلب بعد الأكل

الشعور بخفقان القلب بعد تناول وجبة ثقيلة أو دسمة أمر شائع. يعود السبب إلى زيادة الجهد الهضمي الذي يتطلب ضخ دم أكبر إلى المعدة، وبالتالي يسحب الدم من أجزاء أخرى من الجسم. 

هذه العملية قد تُحدث تغيرًا في توزيع الدورة الدموية وضغط الدم، مما يؤدي إلى تسارع في النبض. كما أن بعض الأطعمة مثل الكافيين والسكريات قد تؤدي مباشرة إلى تحفيز القلب.

ضغط المعدة على الحجاب الحاجز والقلب

عند امتلاء المعدة بالهواء أو الطعام بشكل مفرط، يمكن أن تضغط على الحجاب الحاجز، وهو الحاجز العضلي الفاصل بين الصدر والبطن. 

هذا الضغط قد يؤثر بدوره على القلب الموجود فوق الحجاب الحاجز مباشرة، مسببًا شعورًا بعدم الراحة في الصدر أو حتى خفقانًا واضحًا. 

هذه الحالة شائعة بشكل خاص عند تناول كميات كبيرة من الطعام أو عند ارتداء ملابس ضيقة.

أعراض ارتجاع المريء على القلب

ارتجاع المريء يمكن أن يُسبب شعورًا بحرقة في الصدر أو ضيقًا في التنفس، وهي أعراض قد يظنها البعض ناتجة عن مشكلة في القلب. في بعض الحالات، قد يصاحب الارتجاع خفقانًا في القلب نتيجة تحفيز العصب الحائر، مما يزيد من صعوبة التمييز بين السبب الهضمي والقلبي للأعراض.

تأثير الطعام على نبض القلب

بعض الأطعمة والمشروبات قد تؤدي إلى اضطراب ضربات القلب مباشرة، خاصةً:

1- الكافيين (القهوة، الشاي، مشروبات الطاقة)

2- الأطعمة الغنية بالدهون

3- الأطعمة الغنية بالسكريات

4- التوابل الحارة

5- المشروبات الغازية

تؤثر هذه الأطعمة إما عبر تحفيز الجهاز العصبي أو من خلال تأثيرها على مستويات السكر وضغط الدم، مما ينعكس على معدل ضربات القلب.

متى يجب القلق واستشارة الطبيب؟

رغم أن معظم حالات الخفقان المرتبطة بالجهاز الهضمي تكون غير خطيرة، يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:

1- استمرار الخفقان لفترة طويلة أو حدوثه بشكل متكرر

2- وجود ألم في الصدر أو ضيق تنفس مصاحب للخفقان

3- فقدان الوعي أو دوخة شديدة

4- وجود تاريخ مرضي لاضطرابات القلب

الفحص الطبي يمكن أن يفرق بين السبب القلبي والسبب الهضمي بدقة.

نصائح لتقليل تأثير المعدة على القلب

هناك مجموعة من النصائح ينبغي اتباعها لتقليل تأثير المعدة على القلب، تشمل أهمها ما يلي 

1- تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من وجبات كبيرة.

2- تجنب الأطعمة المهيجة مثل الكافيين والمقليات.

3- المشي بعد الأكل لتحسين الهضم.

4- تجنب الملابس الضيقة بعد الوجبات.

5- شرب الماء ببطء وتجنب المشروبات الغازية.

6- تقليل التوتر والقلق، حيث إنهما يزيدان من حساسية الجسم لهذه الأعراض.

7- استشارة الطبيب لعلاج أي مشكلات هضمية مزمنة مثل القولون العصبي أو الارتجاع المعدي.